تغاريــــــــد ..

سبحان من ملأ القلوب مــــــــــــــــــــــــــــــــــودَّةً
وهدى الشفاه تخاطبا وتبسُّـــــــــــــــــــــما

سبحان من وهب اللسان حروفَه
فإذا أراد الشعـــــــــــــــــــــــــــر قال تكلَّمــــــــــــــــــــــــــا

سبحان من جمع الأحبةَ دينُـــــــــــــــــــــــــــــــــه
وأظــــــــــــــلَّ سبعًا يوم لا ظلٌ كمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

تلك الظلالُ، وتحتها رجــــــــــــــــــــــــلٌ لــــــــــــــــه
خِلٌّ حبيب في الإله مكرَّمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

من ظن أن المال يجمعُ وحــــــــــــــــــــــــــــــــدَه
قد ظن خيرا في البرية أُعدِمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

هذا لقــــــــــــــــــــــــــــــــــاء أحبة لم يُسبقـــــــــــــــــــوا
إلا خطاب الروح كان الأقدَمَـــــــــــــــــــــــــــا

  

لعمــــــــــــــــــــــرك إنها فاضت جفــــــــــــــــــــــــــــــوني
بدمـــــــــــــــــع العين من حرفٍ قـــــــــــــــــــــــــلاني

فـَ    بـتُّ أصارع الأقــــــــــــــــــــــــلام حيــــــــــــــــــنًا
وأسألُ : ما بها عُقدت لســـــــــــــــــــــــــــاني

ولمَّا قـــــــــــــــــــــــــــــــــــدْ قرأتُ لكم بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانا
تهلَّلَ واســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتنارَ بها جنــــــــــــــــــــــــــــــاني

وددتُ لو أنَّ طــــــــــــــــــــــــــــــــــــارقَ كان فينَا
فــــ   يســـــــــــعَد جمعُــــــــــــــنا لمَّا يُـــــــــــــــــــــــــداني

وأقـــــــــــــــــــــــــرأ فيه حرفكَ يا حبيـــــــــــــــــــــــــــــــبي
وأسعدَ حين تكتمُــــــــــــــــــــــــــــــــل المبــــــــــــــــــــــاني

  

مرثيَّة حــــــرفٍ

 مرثيَّة حـــرفِ    

مُسْتَاءَةٌ مِنِّي الحُرُوفُ إِذَا غَـــدَتْ
عَنِّي تُــــوَارِي حُــــــسْنَهَا وَبَهَاهَا

مُسْتَــــــاءَةٌ مَالِي أَرَاهَا قَدْ قَــــلَتْ
حِبْـــــــرِي يَرَاعِي مِيمُهَا أَو رَاهَا

ما رُحتُ أعصُرُ لليَـــرَاعِ مِدَادَهَا
إلا وأُبْدِلَ حِبـــــــــرُهَا بِصَـــدَاهَا

مُـــــستَاءَةٌ مِنِّي كَأَنَّ بِهَا الحَــــيَا
خَجــــلَانَةٌ لَاحَــتْ هُــنَاكَ رِدَاهَا

جَــــاوَرْتُهَا لَمَّا تَوَارَتْ خِـــدْرَهَا
خَلْفَ الحِجَابِ سَأَلْتُهَا وَهَـــــوَاهَا

قَالَتْ أَسِفْتُ فَلَسْتُ أَرْضَى أَسْرَكُمْ
لَا زِلْتُ أَرْجُو فِي الحَيَاةِ صِــبَاهَا

وَاستَرْسَلَتْ تَهْجُو اليَرَاعَ وَجَارَهَا
فِي كُلِّ حَرْفٍ قَدْ قَرَأتُ هِجَــــاهَا

جَرْجَرْتُ حِينًا هَامَــتِي وَتَكَسَّرَتْ
قَلَــــمِي وَسَالَتْ أَدْمُعِي تِلْــــوَاهَا

عُذْرًا لَهَا هَــذِي الحُـــرُوفُ فَإِنَّنِي
مَا عَدْتُ أحسنُ قَفْــــوَهَا وَبِنَـــاهَا

محمدٌ .. رسول الله

الشَّوْقُ يَهْفُو بِنَفْسِي مُنْذُ أَنْ عَلِمَتْ

بِجَمْعٍ هُنَاكَ مِنَ الأَخْــــــيَارِ تَرْغَـــــــــــــــــــــــــــبُهُ

تَشُـــــــــــــــــــــــــــــــدُّنِي نَحْـــوَهُ شَــــــــــــــــــدًّا بِلَا مَهَـــــــــلٍ

يَا نَفْسُ لُطْفًا فَقَلْبِي الوُدُّ يَقْتُــــــــــــــــــــــــــلُهُ

قَلْبِي يَحِــــــــــــــــــــــنُّ إِذَا مَا بِتُّ أَذْكُــــــــــــــــــــرُهُمْ

واللَّوْعَة اشْتَعَلَتْ وَالوَصْلَ يَطْـــلُــــــــــــبُهُ

فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الله مَجْمَعُـــــــــــــــــنَا

يَا لَهْفَ نَفْسِي لِذَاكَ الحَوْضِ أَرْتَعُـــهُ

شَـــــــــــــــــــــــــوْقِي إِلَيْكَ وَحُبِّي لَيْسَ يَسْتُــــــــــرُهُ

عَظِـــــــيمُ ذَنْبٍ وَلَيْسَ البُعْدُ  يَقْبُـــــــــــــــــــــــــرُهُ

يَا رَحْمَةً ظَهَرَتْ فِي وَقْتِ  مَظْـلَـــــــــــــــــــــــــــــمَةٍ

فِــــــــــــــــــــــــــــــدَاكَ أُمِّـــي أَبِـــــي وَالكُــــلُّ اَبْــــــــــــــــــــــذُلُهُ

مَـــــــــــــالِي بَنِيَّ وَنَفْــــــــــــــــــــــــــــسِي كُلَّــــــــمَا  قَـــــــــــــــــرَأَتْ

عَيْنَــــايَ اسمَكَ أَوْ  أُذْنَايَ  تَسْمَــــــــــــــــــــــــــــــعُهُ

أَلَسْتَ يَا خَيْرَ  خَلْـــــقِ اللهِ اَجْمَـــــــــــــــــــــــــعِهِمْ

بُعِثْتَ فِينَا بِخَيْــــــــرِ الــذِّكْرِ  نَقْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرَؤُهُ

بَلَى وَرَبِّي فَأَنْتَ الرَّحْــــــــــــــــــــــــــمَةُ  انْبَثَــــــــــقَتْ

أُرْسِلْتَ مِنَّا بِخَــــــــــــــــــيْرِ  الدِّيــــنِ نَتْبَــــــــــــــــــــــــــعُهُ

قُــــــــــــــــــــــــــــرْآنَنَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـــــنُ مَنْقَـــــــــــــــــــــــــــــــــبَةً

عَلَى فُـــــؤَادِكَ جِــــــــــــــــــــــــــــــبْرِيــــلٌ  يَرَتِّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلُـهُ

فَأَنْتَ فِينَا سِــــــــرَاجٌ لَا نُطِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيقُ  لَهُ

بُعْدًا وَكَيْـــفَ وَأَنْتَ البَــدْرَ  تَحْجُـــــــــــــــــــــــــبُهُ

قَدْ جَـــــــــــــــــــــــاءَنَا  فِي حَدِيـثِ الأُمِّ  عَــــائِشَةٍ

بِأَنَّ قَلْبَكَ يَحْــوِي الفَضْلَ أَجْمَــــــــــــــــــــــعَهُ

عَـــــلَيْكَ مِنَّي صَـــــــــــــلَاةُ الله كَامِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلَةً

يَا مَنْ سَمِعْـتُ بُكَـــــاءَ الجِــــــــــــذْعِ أَنَّ لَهُ

مَا سَبَّحَ الطَّيْرُ  يَشْدُو . . فِي مَنَابِـــــــــــــــــــــــرِهِ

مَا لَاحَ صُبْحٌ  مِنَ الآفَـــــــاقِ مَطْلَــــــــــــــــــــــــعُهُ 

     

كَعِطْرِ الوَردِ أَنْثُرُ مِنْ قَصِيدِي
وِدَادًا فَاضَ بِاليَــومِ الجَــــــــــــــدِيدِ

وِدَادًا زَادَ فِي القَــــــــــــلبِ اشتِعَالًا
بِأَهْلِ الدَّارِ قَدْ نَبَضَتْ وَرِيـدِي

أَيَا أَهْلَ الفَصِيحِ لَكُم سَــــــــلَامِي
وَلِلضِّيفَانِ قَدْ بُسِطَتْ ثَرِيــــــدِي

الخير صبَّحكم والعطر قد أبَقا
والوردُ راحَ يحيِّيكم وقد نطقا

أهلَ الديار لكم مني بنفسجهُ
والياسمينُ لقلبِ الباقة اعتنَقَا

والفلُّ فيها وأوركيدٌ وسوسنةٌ
وأقحوانٌ بها والكلُّ .. قدْ عبَقا

طريقٌ طويل

طريقٌ طويلٌ
أراه أمامي
طريقٌ عسيرْ

وليس دليلٌ
عليه ذمامي
فكيف أسيرْ

وليسَ خليلٌ
لديه زمامي
وليس عشيرْ

وقولي عليل
ونقصٌ كلامي
لساني مريرْ

وزادي قليلٌ
وأمَّا طعامي
فمنه فقيرْ

وربٌّ جليلٌ
لديه مقامي
إليه المصيرْ

قلعة النقاء ..

سَأَلْتُ ذَاتَ مَرَّةٍ :
مَدِينَةُ النِّسَاءْ ؟؟

قَالُوا هُنَاكَ رَبْوَةٌ
عَالِيَةٌ شَمَّاءْ

بِسُرْعَةٍ قَصَدْتُهَا
عَطَّلَنِيَ المَاءْ

أَشْجَارُهَا كَثِيفَةٌ
صَارَعَتِ البَيْدَاءْ

وَقَلْعَةٌ كَبِيرَةٌ
فَسِيحَةُ الأَرْجَاءْ

أَسْوَارُهَا عَالِيَةٌ
تُطَاوِلُ السَّمَاءْ

وَحَوْلَهَا وَخَائِفًا
بَحَثْتُ عَنْ "سَنَاءْ"

سَمِعْتُ صَوْتًا خَافِتًا
يَقْتُلُهُ الحَيَاءْ

أَيَا غَرِيبُ مَا الذِي
تُرِيدُ مِنْ "سَنَاءْ"

فَقُلْتُ جِئْتُ خَاطِبًا

وَاَبْتَغِي البِنَاءْ

قَالُوا هُنَاكَ بَابُهَا

وَالسَّطْوُ شَرُّ  دَاءْ

اِرْفَعْ يَمِينًا تَطْرُقُهْ

أَبُوهمُ قَدْ جَاءْ

بِبَسْمَةٍ رَأَيْتُهَا

يَرْسُمُهَا الإِبَاءْ

فَافْرَحْ بِبِنْتِ عِفَّةٍ

وَرَبَّةِ الوَفَاءْ

كَذَا رَأَيْتُ هَاهُنَا
مَدِينَةَ النِّسَاءْ

غريب !!

ليس غريبا
فلا تتعجب

وليس يقارن
بازٌ وجُندبْ

وليس الترابُ
يطاول أسحبْ

وليس يجاري
الضراغمَ ثعلبْ

وليس يفرُّ 
من الربِّ أكذبْ

وعند إلاهي 
حسابك فارقب

ليس غريبا 
فلا تتعجبْ

  

    

بيتُ العطفِ ..

لأنها فوق الوصفِ  ...

لا يمكن أن تسعها كلمتي

ولأنها قمة العطفِ  ...

لي الفخر أن أقف لها وقفتي

لك أنتِ ...

يا مُلْهِمَتي

يا فكرةً  لقصيدتي

لك أنتِ ... أذرف دمعتي

يا أمُّ يا نبع الحنانِ

لكِ انحنيت بمقلتي

لك  أنتِ  ... سالت عبرتي

فلَكَم عطفتِ

ولَكَمْ رحمتِ

ولَكَمْ حَنَيْتِ

وكَم سهِرتِ ... لنومتي

يا أمُّ يا باب الجِنانِ

بكِ اهتديت لتوبتي

لك أنتِ  ... ابسط جُبَّتي

فَلْتغفري

ولْتَصفحي

إني اعترفت  ... بزلَّتي

يا أمُّ يا قمر الزمانِ

لكِ انبسطت بهامتي

لك أنتِ ... اهدي سجدتي

مدِّي يدا

مدِّي ذراعا

إنِّي رسمتُ

على جبينكِ  ... قُبْلَتي

يا أمُّ يا بيِت الأمانِ

علَت جدارَكِ صورَتي

بحر الجريدة ..

هنا ...

بين قلمي وأوراق الجريدة

سال حبري

ليرسم سطورا

وسطورا شريدة

سال حبري

ليبني بالكلمات قصيدة

هنا ...

داخل القفص الأحمر آهات

وفي نفسي زفرات عتيدة

لا تسلني ...

بل ستقرأ في سطوري

كل همِّي

حينما تلقى حبوري

صار غمِّي

حينما أسعى لأحيا

بعدما متُّ حياة جديدة

لا تسلني ...

بل هاك صورة عيني

حينما تغرق في بحر الجريدة

هنا ...

وفي قلب الحدث

وفي أرضي

بين داري وجداري

تسقط أمي شهيدة

هنا ...

وفي قلب الحدث

ما لي أرى كل يوم

منذ أمسي

منذ عرفت نفسي

قد تسقط فوق رأسي

أو على تراب رمسي

زائرة جديدة

كل يوم ... قنبلة شديدة

لا تسلني ...

بل تصفح في جداري

ذاك ثَقب

وثَقب

وثَقب

أنظر قليلا في دثاري

هل وجدت به حديدة ؟؟

لا تسلني ...

فما أسعدني

بفوهة تتوسط سقفي

تشرق الشمس منها

كل يومٍ

على خزانتي البعيدة